حينما تدق الأجراس.. تنشد الأطيار لحن الخلود ..فتعانق نسمات الصباح .. غروب الشمس..يتوهج البدر حاملاً معه باقات من الزهر..لينثرها بين الأيادي.. معلنة موعد فجر جديد يصاحبه نور قلم فريد .. نستقبلكم والبشر مبسمناً ..نمزجه بشذا عطرنا ..نصافحكم والحب اكفنا.. لنهديكم أجمل معانينا ..ونغرف من همس الكلام أعذبه .. ومن قوافي القصيد أجزله ..ومن جميل النثر .. أروعه .. بين مد وجزر .. وفي أمواج البحر ..نخوض غمار الكلمة.. فتجرفنا سفينة الورقة .. تجدفها أقلامنا ..لتحل قواربكم في مراسينا .. فنصل معاً نحو شواطئ بيت حواء..
الشيخ زايد رحمه الله
ولد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1918 في مدينة العين وقد سمي على اسم جده الشيخ زايد بن خليفة والذي حكم إمارة أبوظبي منذ العام 1855 إلى عام 1909. تعلم مبادئ الحرب والقتال بين البدو. اتصف بالشجاعة وكان يقاتل للشرف لا للمغنم ويبذل دمه رخيصا دفاعا عن أرضه ضد أي اعتداء وكان دائماً على استعداد للتضحية بحياته لحماية من يلجأ إليه. وقد شغف زايد بمعرفة وقائع وتاريخ المنطقة في شبه الجزيرة العربية وأحب الشعر الذي كان أقرب في حكمته ومغزاه إلى ذاته.
زايد والأمة العربية
كان زايد ولا يزال الداعي نحو لم شمل الأمة العربية الممزقة والتي تتطاحنها الحروب وتتنازعها الأزمات والحوادث فلا تشتعل نيران فتنة جديدة حتى يخرج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان داعياً إلى إنهائها بالطرق السلمية بدلاً من اللجوء إلى لغة القوة والعنف والتي توسع الخلاف وتزيد من هوة الشقاق ولسموه المواقف المشهودة في دعم الوحدة العربية وذلك من خلال دعوته لاتحاد الإمارات السبع لتتشكل دولة جديدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة ومن ثم دعى سموه إلى تعاون خليجي يكون ثمرة لاتحاد جديد ليتشكل مجلس التعاون الخليجي وتستضيف أبوظبي القمة الأولى فيه ومن ثم كان للإمارات دور فاعل ونشط في جامعة الدول العربية وساهمت في إقامة العديد من المشاريع التنموية والاقتصادية في الكثير من الدول العربية مثل ترعة الشيخ زايد في مصر وبناء سد مأرب في اليمن وبناء مدينة الشيخ زايد في غزة .
قالها زايد ذات يوماً فأصبحت مثلاً دارجاً على لسان الناس ( من ليس له ماضٍ ، ليس له حاضر ولا مستقبل ) وفعلاً كيف يعيش الإنسان بلا هوية وبلا أصل ولذلك لا خير في إنسان ينسى ماضيه وعاداته وتقاليده ويلبس ثوباً جديداً يستورده من عند الآخرين .. ومن هذا المنطلق كان لدى زايد إيمان راسخ بأن الحضارة والمدنية والثروة ليست سبباً يجعلنا نتخلى عن عادات وتقاليد كنا نؤمن بها وليست عذراً يجعلنا نتخلى عن تراث عريق وماض تليد بناه أجداد سقوا هذه الأرض الطيبة بدمائهم وعرقهم ..
زرع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فينا نحن الأجيال الجديدة حب التراث وحب العادات والتقاليد حيث أن للماضي رائحة طيبة عبقة يشتمها الكبار فيحسون بالحنين له ويشتمها الصغار فيحسون بالنشوة والاعتزاز والفخر ولا أروع من الفخر عند العرب من الفخر بأصولهم وأنسابهم وعاداتهم.